ينحدر من شجرة رياضية طيبة، أصلها ثابت في الارض الاردنية وفرعها يلامس السماء، تؤتي الذهب والفضة والبرونز في العالم كل حين. حال الآباء والعمومة والعشيرة الذين خطوا طريق الوطن بإنتمائهم الحقيقي، ليسير على خطاهم أبناؤهم، فقد ورثوا الانجازات كابراً عن كابر، الا انهم اضافوا اليها مجداً تلو مجد. كما صدق فيهم القول: اذا قعد منهم “فارس” قام فارس، وهذا ما تشهده الساحات وتشهد لهم البطولات، وارتفاع العلم الاردني في المحافل الدولية والعالمية خير شاهد. مدرب المنتخب الوطني للتايكواندو فارس العساف ماذا يقول ؟
النشأة والحلم المبكر
– نشأت في عائلة رياضية تعشق التايكواندو، والدي علي، ويحمل 8 دان، والعم هشام العساف مدرب المنتخب الوطني سابقاً، والاستاذ مخلد العساف الذي تحزّم وعّز نظيره، والعم محمد العساف لاعب المنتخب عام 1989 وانا في الرابعة من عمري، كنت اسمع الحديث في البيت عن رياضة التايكواندو، اذهب مع والدي واعمامي الى النادي لأتعلم أساسيات مهارة هذه الرياضة التي عرفت قواعدها لاحقاً، بأنها تحث على الاخلاق الحميدة واحترام المنافس وتقبل الخسارة بروح طيبة وان العنف فيها ما هو الا ارتقاء في الفن وأن الالتحام احتضان الى القلب والصدر. ولكي يحببني والدي في هذه الرياضة، اطلق اسمي على مركز تأسس لتخريج المميزين والابطال فكان “مركز الفارس ” المكان الذي ارتبطت به بوجداني ليزيدني تعلقاً برياضة التايكواندو. تدّرجت من فئات الأشبال الى منتخب الشباب ثم المنتخب الوطني، لأتوّج التزامي وحرصي على التدريبات والفوز ببطولات وزني، بالحصول على افضل رياضي اردني عام 2005 الانجازات كثيرة فقد حصلت على ذهب العرب وذهب ايران الدولية وميداليات من اللونين الفضي والبرونزي.
الدراسة في اتجاه آخر!
– توجهت لدراسة القانون في الجامعة الاردنية وحصلت على درجة البكالوريوس، ظننت بعدها انها ستأخذني الى مهنة المحاماة، ومغادرة ميدان الرياضة، وفعلاً تدربت مدة سنتين، الا ان الحس التدريبي سيطرعلى تفكيري، فكان التدريب الذي أخذ مني كل وقتي حتى هذه اللحظة، حيث اواصل الاشراف على المنتخب الوطني.
درس مستفاد
– مثلما كنت احس بأنني سأحصل على ميدالية كلاعب، كان الاحساس ينتابني كمدرب بحصول الرياضيين الذين ادربهم على ميداليات وتأهل المتفوقين منهم للأولمبياد، وقد تحقق هذا والحمد لله.
مواقف صعبة
– كان القرار الصعب الذي واجهته عندما قررت الاعتزال كلاعب، والسبب انني اعشق هذه الرياضة كما أشرت، رغم توجهي الى التدريب، وأنني ما زلت في المجال الرياضي. اما الموقف الصعب الذي واجهته كمدرب، فإنني استطيع القول بأن جميع اوقات المدربين صعبة كونهم دائماً في دائرة المنافسة، وخصوصاً ان التايكواندو الاردنية حاضرة على المستوى العالمي.
أين التايكواندو الاردنية
– هي على الخارطة العالمية وفي الاولمبياد، ووجودها هذا على الخارطة يعني انها في تحسن دائم، ويعود الفضل الى اهتمام ودعم سمو الامير راشد بن الحسن الذي تسلم رئاسة الاتحاد العام 2006 حيث يواصل الاتحاد تقدمه برئاسة سموه ، كما لوجود مركز الاعداد الاولمبي الذي ترأسه الاميرة زينة راشد دور كبير في توفير المناخ المحفز لرياضيي التايكواندو وتمكينهم من تحقيق افضل النتائج التي تؤهلهم للتتويج على المستويات القارية والدولية والاولمبيادات. ولعل النتائج الطيبة التي تحققت في آخر سنتين يؤكد دور هذا المركز في تحسين رياضة التايكواندو الأردنية، كما انه يعد من أفضل المراكز على المستوى العالمي.
معسكر روسيا
– معسكر روسيا الذي خضع له المنتخب وتزامن مع أزمة كورونا يعد من الناحية الفنية مفيداً جداً جداً، لأسباب عديدة، اذ ان روسيا من أفضل دول العالم في التايكواندو وهي من المدرسة الاوروبية التي تولي هذه الرياضة اهتماماتها على مستوى الدولة وبما توفره من دعم للرياضيين. لقد استثمرنا ايام المعسكر في تدريبات ولقاءات مشتركة قبل مجيء الجائحة، كما استثمرنا أثناء الجائحة، الفندق الذي اقمنا فيه بتدريبات للحفاظ على اللياقة والحالة النفسية، وأبرم الاتحاد اتفاقية مع روسيا لتبادل معسكرات يشارك بها الأشبال والناشئون والفريق الاول. الآن وبعد عودتنا الى الاردن فإننا في الحجر الصحي الذي وفرته لنا الحكومة نواصل التدريبات اللازمة، وبإنتظار ما سنكون عليه بعد زوال وباء كورونا. وفي هذا لا بد من الاشارة بأننا خضعنا للفحص للتأكد من سلامتنا من هذا الوباء، التزاما بالاجراءات والتعليمات التي أكدت عليها الحكومة الاردنية للعائدين الى الاردن من الخارج.
شخصيات اردنية
– على الصعيد السياسي فقد تأثرت منذ الصغر بشخصية وحب سمو الأمير الحسن بن طلال فيما على الصعيد الرياضي وبكل تأكيد الاستاذ علي الأسمر.
طقوس رمضان
– يقوم الوفد العائد من روسيا حيث نخضع لحجر صحي، بتأدية العبادات سواء الصلاة او قراءة القرآن الكريم، وفي بعض الاوقات نتابع مسلسلات خصوصاً مسلسل ارتغول .
كلمة أخيرة
– ادعو الله ان يرفع عن الاردن والامة والبشرية هذا البلاء وان نعود الى حياتنا الطبيعية.
صحيفة الرأي
