يُنفق على الرياضة الأردنية الكثير الكثير من الأموال الطائلة قياساً مع القدرات والامكانات المتوفرة، ومع ذلك يكون المردود من الانجاز في معظم الأحيان، صفراً مربعاً.
وفي الأردن تمارس جميع أنواع الرياضات، ما يشكل عبئاً مالياً كبيراً على اللجنة الأولمبية التي تخصص للاتحادات المنضوية تحت لوائها، المخصصات المالية لتعينها على ترجمة خططها التطويرية وتحقيق أهدافها.
ورغم أن اللجنة الاولمبية الأردنية تقوم بتقييم سنوي لما تحققه الاتحادات من انجازات وأهداف، وتربط ذلك بقيمة المخصصات، إلا أن ثمة ألعاب لا تنجز أبداً وأصبحت اخفاقاتها متراكمة، ليضحي وجودها مجرد عبء مالي لا أكثر، ولا يستحق أن يصرف لها ديناراً واحداً.
وفي الأردن، ثمة رياضة وحيدة، تحقق ما لم تحققه باقي الرياضات، وهي التايكواندو حيث طالما قدمت أبطالاً طوقوا عنق الوطن بكل أنواع الميداليات العربية والآسيوية والعالمية، ومع ذلك فإن هذه الرياضة تتطلب نظرة خاصة من اللجنة الاولمبية بمضاعفة مخصصاتها، ودعم أبطالها ومدربيها بالشكل الذي يتواءم وحجم الانجازات المحققة.
وفي أولمبياد ريو 2016، عاش الأردن فرحة تاريخية هي الأولى، عندما نجح بطل التايكواندو أحمد ابو غوش في تطويق عنق الوطن بأول ميدالية في تاريخ المشاركات الأولمبية، حيث جلب الذهب.
وفي أولمبياد طوكيو 2020 المقام حالياً، وحيث الآمال بأن تنجح رياضة الملاكمة للانضمام إلى التايكواندو وتحرز ميدالية أولمبية، فإن نتائج اللاعبين الأردنيين المشاركين في الرياضات الأخرى لا تلبي الطموح، وهذا يحدث منذ زمن وليس بجديد.
واستطاعت التايكواندو أن تثبت علو كعبها، وبأنها الوجه المشرق للرياضة الأردنية، بدليل حصول اللاعب صالح الشرباتي على الميدالية الفضية، ليكون الانجاز التاريخي لهذه الرياضة للمرة الثانية على التوالي في الاولمبياد.
تستحق التايكواندو الأردنية أن تكون أنموذجاً يحتذى من قبل بقية الاتحادات الرياضية المنضوية تحت لواء اللجنة الأولمبية، حتى تسير على ذات الخطى.
وتعتبر رياضة التايكواندو في الأردن “مظلومة”، فلو قارنا ما يحصل عليه لاعبو منتخباتها الوطنية من أموال ورواتب ومكافآت مقارنة مع لاعبي كرة القدم أو كرة السلة، فإن المقارنة ستكون ظالمة وتخلو من كل أشكال العدالة.
ومن قاد التايكواندو الأردنية لتحقيق الميداليتين الأولمبيتين التاريخيتين في ريو وطوكيو هو مدرب وطني اسمه فارس العساف، حيث لم يتم التعاقد مع مدرب أجنبي يستهلك نصف ميزانية الاتحاد.
ومع تقديرنا للجنة الأولمبية، فإنها حين تفخر بأن المشاركة في اولمبياد طوكيو ستكون بأكبر عدد من اللاعبين واللاعبات منذ تاريخ المشاركة في هذا الاستحقاق الأكبر على صعيد العالم، فهذا يعني أن مساحة الانجاز ينبغي أن تتوسع وعدد الميداليات يجب أن يرتفع، وبعكس ذلك فما فائدة أن يكون عدد المشاركة كبيراً ويبقى الانجاز محصوراً؟.
بقي القول، تركيز اللجنة الأولمبية الأردنية في انفاقها على الرياضات التي أثبت قدرتها على صناعة الانجازات التاريخية سيكون أفضل حالاً من أن يمتد الانفاق على جميع الرياضات وبمن فيها تلك التي نسمع باتحاداتها ولا نرى لها أي انجاز على الأرض سواء من الألعاب الجماعية أو الفردية.